صلاة الْقَبْضَةِ
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلَانَا مُحَمَّدٍ شَجَرَةِ الْأَصْلِ النُّورَانِيَّةِ(١)، وَلَـمْعَةِ الْقَبْضَةِ الرَّحْمَانِيَّةِ(٢)، وَأَفْضَلِ الْـخَلِيقَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ، وَأَشْرَفِ الصُّورَةِ الْـجُِسْمَانِيَّةِ(٣)، وَمَعْدَنِ الْأَسْرَارِ الرَّبَّانِيَّةِ(٤)، وَخَزَائِنِ الْعُلُومِ الْاِصْطِفَائِيَّةِ(٥)، صَاحِبِ الْقَبْضَةِ الْأَصْلِيَةِ، وَالْبَهْجَةِ السَّنِيَّةِ، وَالرُّتْبَةِ الْعَلِيَّةِ(٦)، مَن انْدَرَجَتِ النَّبِيُّونَ تَحْتَ لِوَائِهِ(٧) فَهُمْ مِنْهُ وَإِلَيْهِ(٨)، وَصَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ عَدَدَ مَا خَلَقْتَ وَرَزَقْتَ وَأَمَتَّ وَأَحْيَيْتَ إِلَى يَوْمِ تَبْعَثُ مَنْ أَفْنَيْتَ، وَسَلِّمْ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً، وَالْـحَمْدُ للَّـهِ رَبِّ الْعَالَـمِينَ. ــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) شجرة الأصل النورانية: أي الشجرة التي هي الأصل، وهذه الشجرة نورانية نسبة إلى النور، ولقد سمى الله سبحانه وتعالى رسوله نورا، وسماه سراجا منيرا. ورسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- هو المصدر الوحيد فى العالم الآن الذي أتى النور على لسانه وحيا، قرآنا كان أو سنة، فهو شجرة النور فى العالم، وهو بالوحي الذى أنزل عليه أصل كل نور الآن.
(٢) ولمعة القبضة الرحمانية: القبضة الرحمانية هي المخلوقات التى أفاض الله عليها برحمته الوجود، ولمعتها أي أضوؤها، فرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أضوء المخلوقات.
(٣) وأشرف الصورة الجسمانية: يقول الإمام البوصيري رضي الله عنه:
فهو الذى تم معناه وصورته *** ثم اصطفاه حبيبا بارئ النسم
(٤) ومعدن الأسرار الربانية: أى محلها ومركزها وذلك أنه كان الذى يتنزل عليه الوحي.
(٥) الإصطفائية: أى المختارة المصطفاة المنتقاة، وجميع ما فى الوحي مصطفى مختار منتقى، ورسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "أوتيت جوامع الكلم". ويقول الإمام البوصيري فى همزيته المباركة:
لك ذات العلــوم من عالم الغيـ *** ــب ومنها لآدم الأســــــماء
(٦) صاحب القبضة الأصلية، والبهجة السنية، والرتبة العلية: يقول السيد عبد الرحمن العيدروسي فى شرح ذلك: إشارة إلى المقام المحمدي الخاص به -صلى الله عليه وآله وسلم-، وهو المسمى بمقام "أو أدنى" وهو ولايته الخاصة -صلى الله عليه وآله وسلم-، والمقام المحمدي الثاني يسمى بمقام "قاب قوسين" وهو ولايته العامة.
(٧) من اندرجت النبيون تحت لوائه: يقول الإمام العيدروسي: إن ذلك فى ذاته وصفاته وأفعاله، كيف لا وهو رحمة للعالمين، والرحمة خير محض. قال سيدي أبو العباس المرسي نفع الله به: جميع الأنبياء عليهم السلام الرحمة، فهو -صلى الله عليه وآله وسلم- أصل الرحمات وينبوعها، ولا رحمة خارجة عنه.
(٨) فهم منه وإليه: يقول الإمـام البوصــيري:
وكل آي أتى الرسل الكـرام بها *** فإنمـــــا اتصــلت مــن نـوره بهم
فإنه شمس فضــل هـم كواكبها *** يظهرن أنوارها للناس فى الظلم
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "بيدى لواء الحمد آدم فمن دونه تحت لوائي.