الجمعة، 26 سبتمبر 2008

هذه ترجمة أخرى لسلطان الأولياء سيدي أحمد البدوى رضى الله عنه(منقول).


Pin
سلطان الأولياء أبو الفتيان سيدي أحمد البدوي  وأرضاه


هذه ترجمة أخرى لسيدي أحمد بن علي البدوي منقولة بتلخيص من كتاب شيخنا السيد الشريف العارف بالله جودة محمد أبو يزيد المهدي رضي الله عنه

البدوي


هو سليل آل بيت النبوة فهو السيد الشريف أبو العباس سيدي أحمد بن سيدي علي البدري الذي ينتهي نسبه إلى سيدي علي زين العابدين بن مولانا الإمام الحسين  .


و قد ولد سيدي أحمد بفاس بالمغرب سنة ست و تسعين و خمسمائة هجرية.و ما أن بلغ السابعة من عمره حتىانتقل مع أسرته إلى رحاب بيت الله الحرام حيث سمع أبوه قائلاً يقول له في منامه:" يا علي انتقل من هذه البلاد إلى مكة المشرفة فإن لنا في ذلك شأناً"


و في جوار بيت الله الحرام أتم مولانا حفظ القران لكريم و تفقه على مذهب الإمام الشافعي  و تعلم الفروسية.


و لقد ضرب سيدي أحمد أروع الأمثلة في ميدان الجهاد الروحي و السلوك الصوفي فلقد كان يلقب بالزاهد و هو لم يتجاوز السابعة من عمره.و لقد بلغت مجاهداته إلى حد أنه كان يطوي أربعين يوماً لا يتناول طعاماً أو شراباً و لا يذوق نوماً.و قد روى القطب الشعراني في طبقاته أن أحد العارفين قال :"إنه-- أي سيدي أحمد البدوي -ـ حصلت له جمعية مع الحق تبارك و تعالى فاستغرقته إلى الأبد"


لقد وصل القطب البدوي ألى قمة الولاية و سجد قلبه لله إلى الأبد و صار وحداني الذات و لقد عرض عليه أخوه سيدي الشريف حسن الزواج فأبى و قال : أنا موعود بألا أتزوج إلا من الحور العين.


ثم ذات يوم رأى في منامه قائلاً يقول له : قم و اطلب مطلع الشمس –أي العراق- فإذا وصلت إلى مطلع الشمس فاطلب مغرب الشمس و سر إلى طندتا فإن بها مقامك أيها الفتى


و يقص رؤياه على أخيه فيشفق عليه من زيارة العراق لأنها برزخ الأولياء و لكن الهاتف يعاوده في الليلة التالية قائلاً: يا أحمد يا بطل لا يخاف من الرجال إلا من لا وراءه رجال و أنت وراءك رجال و أي رجال.


لذلك سافر إلى العراق و جاءه سيدي عبد القادر الجيلاني و سيدي أحمد الرفاعي في منامه و قالا له:يا أحمد قد جئناك بمفاتيح العراق و اليمن و الهند و السند و الروم و المشرق و المغرب بأيدينا فإن كنت تريد أي مفتاح شئت أعطيناه لك. فقال لهما:"أنا منكما.. و لكن لا اخذ المفتاح إلا من يد الفتاح"


و عاد سيدي شيخ العرب إلى مكة و قد تزايد حاله و استغراقه و اتسع مدده فروحه في عروج مستمر و مقامه في ارتقاء دائم . و ذات ليلة في رمضان رأى الهاتف في منامه يقول له :" يا أحمد سر إلى طنطا فإنك تقيم بها و تربي رجالاً و أبطالاً."


و دخل  طنطا سنة 635 هجرية وحين دخلها كان بها أولياء وعارفون سلموا له يالولاية .و أخذ يربي أئمة و أقطاباً .و كان يبيت الليل شاخصاً ببصره إلى السماء و عيناه متوقدتان كالجمر و روحه سابحة في خضم الأنوار الإلهية.


وممن تربى على يد سيدي أحمد البدوي :الإمام العارف سيدي عبد العال الأنصاري  وأخوه القطب الواصل سيدي عبد المجيد  و كان سيدي عبد العال هو الابن القلبي الأول لسيدي أحمد و هو خليفته الأعظم ووارث سره من بعده.


و أما سيدي عبد المجيد فقد نشأ مع أخيه سيدي عبد العال و ما أن قدم سيدي أحمد إلى طنطا حتى انجذب إليه و لازمه فتأدب بادابه و عرف إشاراته و كان لا ينام الليل تبعاً لسيدي أحمد و ذات يوم وجد نفسه مشوقاً لرؤية وجه سيدي أحمد و قد كان دائماً متلثماً بلثامين فقال له :يا سيدي أرني وجهك أنظر إليه فقال له:يا عبد المجيد كل نظرة برجل فقال يا سيدي أرني و لو مت. فكشف له اللثام الفوقاني فصعق سيدي عبد المجيد و مات في الحال.مات شهيد نظرة من قطب الرجال.


وأما عن كراماته رضي الله عنه: منها أن ابن اللبان وقع في حق سيدي أحمد  فسلب العلم و القران و الإيمان فلم يزل يستغيث بالأولياء فلم يقدر أحد أن يدخل في أمره فدلوه على سيدي ياقوت العرش فمضى إلى سيدي أحمد و كلمه في القبر و أجابه و قال له أنت أبو الفتيان رد على هذا المسكين رسماله فقال بشرط التوبة فتاب و رد عليه الإيمان و العلم و القران.


و منها أن الشيخ ابن دقيق العيد أراد أن يذهب ليرى الشيخ فلما ذهب إليه و نظر إلى الشيخ و هو يلقي درسه و عليه لوائح الوجد و الوله فقال ابن دقيق العيد في نفسه:ما هو إلا مجنون. فكاشفه مولانا السيد و رد عليه ببيته الخالد:

مجـانين إلا إن ســر جنـوننا


عجيب على أعتابه يسجد العقل


ومن نصائحه رضي الله عنه:


يا عبد العال إياك و حب الدنيا فإنه يفسد العمل الصالح كما يفسد الخل العسل، واعلم أن الله تعالى قال في كتابه المكنون (إن الله مع الذين اتقوا و الذين هم محسنون). صدق الله العظيم

يا عبد العال عليك بكثرة الذكر و إياك أن تكون من الغافلين عن الله تعالى

…يا عبد العال أحسنكم خلقاً أكثركم إيماناً بالله تعالى والخلق السىء يفسد العمل الصالح…

هذه طريقتنا مبنية على الكتاب و السنة و الصدق و الصفاء و حسن الوفاء وتحمل الأذى و حفظ العهود .



هذا هو القطب الواصل سيدي أحمد البدوي جمعنا الله و إياه و رسوله الكريم في جنة النعيم.امين


يقول الفقير كاتب هذه السطور

وقد قال فيه القطب الكبير الموصوف من قبل سيدي الشعراني بأنه من أصحاب الدوائر الكبرى في الولاية سيدي إبراهيم المتبولي حرر الله ضريحه في أشدود بفلسطين من اليهود الأخساء -- قال في سيدي أحمد البدوي  وأرضاه: آخَي (من المؤاخاة) رسول الله��� ���� ����� ���� � ���وسلم بيني وبين سيدي أحمد البدوي في الفتوة ولو وجد في الأولياء من هو أكبر منه فتوة لآخى بيني وبينه)، والفتوة مجموعة صفات تتمثل في نجدة المحتاج وبذل النفس والإيثار والشجاعة والإقدام، فهو رأس هذا المقام، وما زال ضريحه الأنور محط رحال من لم يجعل الله لهم باب فرج إلا عند أبي فراج سيدي أحمد البدوى وأرضاه وفي ذلك حكمة لا تخفى هي ربط الأول بالآخر عملاً وعلماً وتعظيم من أثنى الله عليه من الأولياء بنسبتهم إليه بقوله (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)

وكان القطب المتبولي صاحب المدرسة العظيمة في الولاية والسلوك التي سطر أنوارها سيدي الشعراني في الأخلاق المتبولية -- يتعمم بالأحمر ويقول: أنا رجل أحمدي

وكان خبز زاوية سيدي إبراهيم المتبولي صغيراً فكان يقول: لا تكبروا خبزي على خبز سيدي أحمد البدوي وقد كان صغيراً أيضاً

وإنما أحببنا ذكر ذلك لأن فيه إشارات إلى مقام القطب البدوي


وذكر سيدي عبد الوهاب الشعراني في البحر المورود أن سيدي محمد الشناوى  قال له ما عصى الله أحد في مولد سيدي أحمد البدوي إلا وكتب الله له توبة صحيحة بعد ذلك

فقال سيدي عبد الوهاب يا سيدي أصدق ما هو أكثر من ذلك.

أقول والله أعلم بما هو أكثر من ذلك !!

وكرامات سيدي أحمد البدوى  لا تحصر وهي على قدر الحاجات التي تحط على بابه

ومريدوه وتلاميذه الذين نشروا طريقه فوق أن يحصروا كذلك، أشارت الترجمة إلى واحد منهم هو سيدي عبد العال الأنصاري خليفته الأول وقيمه على تربية خلفائه جميعاً  وعنهم أجمعين


رضي الله عن سيدي أحمد البدوي وعن خلفائه الاماجد أجمعين وعن كافة أولياء الله الصالحين


ليست هناك تعليقات:

أخبر صديقك: