الجمعة، 31 أكتوبر 2008

إذا مرّ بالقلب ذكر الحبيب * ووادي العقيق وذاك الكثيب



سلام سلام كمسك الختام
عليكم أُحَيْبَابنا ياكرام
ومن ذكرهم أنسنا في الظلام
ونورلنا بين هذا الانام
سكنتم فؤادى ورب العباد
وأنتم مُنائى وأقصى المُراد
فهل تُسْعِدُوني بِصَفْوِ الوِداد
وهل تمنحُوني شريف المقام
فلا تُسْقِمُوني بِطُول الجَفَا
ومنوا بِوَصْلٍ ولو في المنام
أموت وأحْيَا على حبكم
وذُلي لَدَيْكم وعِزي بِكُم
وراحات روحي رجا قربكم
وعزمي وقصدي اليكم دوام
فلا عشت ان كان قلبي سكن
الى البعد عن اهله والوطن
ومَنْ حبهم في الحشا قد قطن
وخامَرَ مِني جميع العظام
اذا مر بالقلب ذكر الحبيب
ووادي العقيق وذاك الكثيب
يميل كميل القضيب الرطيب
ويهتز من شوقه والغرام

حزب البحر

حزب البحر
للإمام الشاذلي رحمه الله تعالى


يا عليُّ يا عظيم يا حليم يا عليم. أنت ربي وعلمك حسبي، فنعم الرّبُ ربي ونعم الحسب حسبي، تنصر من تشاء وأنت العزيز الرحيم. نسألك العصمة في الحركات والسّكنات والكلمات والارادات والخطرات من الشكوك والظنون والأوهام الساترة للقلوب عن مطالعة الغيوب، فقد[ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا* وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلا غُرُورًا]. فثبتنا وانصرنا وسخر لنا هذا البحر كما سخرت البحر لموسى و سخرت النار لإبراهيم وسخرت الجبال والحديد لداود وسخرت الريح والشياطين والجن لسليمان، وسخر لنا كلّ بحر هو لك في الأرض والسماء والملك والملكوت وبحر الدنيا وبحر الآخرة، وسخر لنا كل شيء يا من بيده ملكوت كل شيء. [كهيعص](3) انصرنا فانك خير الناصرين. وأفتح لنا فإنك خير الفاتحين. وأغفر لنا فأنك خير الغافرين. واضبط كاملرحمنا فإنك خير الراحمين. وارزقنا فإنك خير الرازقين. وأهدنا ونجنا من القوم الظالمين. وهب لنا ريحاً طيبة كما هي في علمك. وانشرها علينا من خزائن رحمتك، واحملنا بها حمل الكرامة مع السلامة والعافية في الدين والدنيا والآخرة إنك على كل شيء قدير. اللهم يسر لنا أمورنا مع الراحة لقلوبنا وأبداننا والسلامة والعافية في ديننا ودنيانا، وكن لنا صاحباً في سفرنا وخليفة في أهلنا، واطمس على وجوه أعدائنا وأمسخهم على مكانتهم فلا يستطيعون المضي ولا المجيء إلينا [وَلَوْ نَشَاء لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ* وَلَوْ نَشَاء لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ]. [يس* وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ* إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ* عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ*تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ* لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ* لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ* إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ*وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ].[طس][حم* عسق][مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ* بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ].[حم.حم.حم.حم. حم. حم. حم] حُمَّ الأمر وجاء النصر فعلينا لا يُنصرون. [حم* تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ*غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ]. [بسم الله] بابنا، [تبارك] حيطاننا، [يس] سقفنا، [كهيعص] كفايتنا، [حم. عسق] حمايتنا، فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(3). ستر العرش مسبولٌ علينا، وعين الله ناظرةٌ إلينا، بحول الله لا يُقدر علينا [وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ* بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ* فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ].[فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ](3) [إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ](3) [حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ](3) بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شي في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم(3) أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق(3) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم(3) وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله و صحبه وسلم. [سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ* وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ]

مالِــــذَّةُ العَيـشِ إلا صُحـــــبـة الفُقـَـــــرا .

تخميس قصيدة أبى مدين الغوث
للشيخ الأكبر محيي الدين بن العربي محمد بن علي الحاتمي الطائي

يَا طالِــباً مِن لـَــذاذاتِ الدُّنـَــا وَطَــــــــرا
إذا أردتَّ جميــــع الخـَــــير فــــيكَ يُــرى

المُستشـارُ أمينٌ فاســـمَــــــع الخـَــبـــــرا
( مالِــــذَّةُ العَيـشِ إلا صُحـــــبـة الفُقـَـــــرا

هـُـم السَّـلاطِـــــينُ والسَّــــاداتُ والأمَــرا)


قـَــومٌ رَضُـوا بيـَـــسِيـــرٍ مِن مَـلابسِـــهم
والقـُـــوتِ لا تخـطـُــر الدنيـا بهاجِـــسِــهم

صُـدورهُـــم خالِيـاتٍ مِن وسَـاوِســِـــــهم
( فاصْحـِــــبهُمـوا وتـَــأدَّبْ فـي مَجـالِسِهم

وخَـلِّ حَظـَّـكَ مهْــــــــمَـا قـَــدَّمُـوكَ وَرَا )


اسْـــلُك طريقـَـــــهمـوا إنْ كُنـتَ تابِعـــهُم
واتـْــــرُك دعَــاويـكَ واحْــذَرْ أن تراجعهم

فِــــيمـا يُريدونـه واقـــــصُـد منافِعـــــهُـم
(واستغـْـــنِم الوقـــــتَ واحضُر دائماً معهم

واعـلم بأنَّ الرِّضا يخْـتـَــصُّ من حَــضَرا)


كـُـنْ راضِياً بهِمُـوا تـَـسْــمُ بهـم وتـَصِــلْ
إن أثبتـُـــوكَ أقِـمْ أو إنْ مَحَــــــوكَ فـَـــزُل

وإنْ أجاعـوكَ جُــعْ و إنْ أطعَمـُـوك فكُـلْ
( ولازِمِ الصَّمـتَ إلا إن سُـــئِلــتَ فقـُـــــلْ

لا عِلـْــمَ عِنــدي وكــنْ بالجَهـــل مَستتِرا)


ولا تكـُــــــن لعـُــيـوبِ النـــاس مُنتــقِــدا
وإن يَكـــــن ظاهِـــرا بيـــن الوجـود بـــدا

وانظـُــرْ بعَيـــنِ كَمـَـالٍ لا تـُعِـبْ أحَــــدا
( ولا تـَرَ العَيــبَ إلا فيــــكَ مُعــــــــتقِـدا

عَـيــباً بـــدا بيـِّـناً لكــــنه اسْـــــــــــــــتترا)


تنـَــلْ بـــذلِكَ مـــا تــَـرجُــوه مــــن أدبٍ
والنفــــــــسُ ذَلِّلْ لهـــم ذلاً بـــــلا ريـــب

بـلْ كــــــــلُّ ذلك ذُلٌّ نـَـــابَ عــــن أدبٍ
( وحُـطَّ رَأسـكَ واستغـــفِر بــلا ســــــبب

وقـُـمْ عــلى قـَدَمِ الإنصَــــافِ مُعـــــتذِرا )


إن شئــتَ منــهم بريْــقاً للطـَّـريق تشـُـــمْ
عـــــن كــلِّ ما يَكـــرهـُوهُ مِن فِعـــالكَ ذُم

والنفـــسُ منكَ عــلى حُســـنِ الفِعــالِ أدِم
( وإنْ بَــدا منــكَ عَيـــبٌ فاعتــَرفْ وأقِـمْ

وَجْـهَ اعتــذاركَ عمَّــا فيـكَ مِنــكَ جَـــرى)


لهُــم تمـَـلـَّقْ وقـُـلْ داوُوُ بصُـــــلحِـكُمـُـوا
بمـَــــرْهَـمِ العَفـْــــوِ مِنــكمْ داء جـُرحِكـُمُوا

أنا المُسـِــيءُ هِبُوا لي مَحـْــضَ نِصْحِكـُمُوا
( وقــُلْ عُبيـدكمُـوا أولى بصَـــفحِكـُــــمُـوا

فسَـــامِحُـوا وخـُـذوا بالرِّفـْــقِ يا فقـَــــرا )


لا تخـْـشَ مِنـهم إذا أذنَبـــتَ هِمَّــــتـَـهُــــم
أســـنـَى وأعــظَـمُ أن تـُـردِيـكَ عِشـْـــرَتهُم

ليسـُـــوا جَبَابــِــرة تـُؤذِيــكَ سَطـْـــــوَتهُم
( هُم بالتفـَــضـُّـــلِ أولـَـى وهـُـو شِيمَـتهُــم

فـلا تخـَــفْ دَرَكــاً مِنــهــم ولا ضَـــرَرا )


إذا أردتَّ بهـِـم تسْــلُكْ طَــريـقَ هُــــــدى
كـنْ في الذي يَطلـُــــبُـوه مِنــكَ مُجتـــــهِدا

في نـُـــور يـــومِكَ واحـذَرْ أن تقـُول غداً
( وبالتغـَـنِّي عَلى الإخــــوان جُدْ أبـَـــــــدا

حِسـّــاً ومَعنىً وغـُضَّ الطَّرفَ إن عَـثرَا )


أصـــدِقهُــم الحَـق لا تسْتعمِـــل الدنَسَـــــا
لأنــــهم أهْـــلُ صِــدقٍ ســادَةٌ رُؤَسَــــــــــا

واسمَــــح لِكـــلِّ امْرئٍ مِنـــهم إليكَ أسَـــا
( ورَاقِـــبِ الشيــخَ فِي أحـْـوالِهِ فـَـعَسـَـــى

يــَـرى عَليـــكَ مِن استِحْسَـــــانِـهِ أثـَــرَا )


وأسْــألهُ دَعـوَتهُ تحْــظَ بــِـــدَعــوَتـِـــــــهِ
تــــنَلْ بذَلكَ مَــا ترجُــــوا ببَــــــــــركَتـِــهِ

وحـَــــسِّنْ الظـَّنَّ واعْـرفْ حَــقَّ حـُـرمَتـِهِ
( وقـَـدِّمِ الجِّـدَّ وانهَـضْ عنــدَ خِـــــــدْمَتِـهِ

عَسَـاهُ يَـرضَى وَحَـاذِرْ أن تكـُـنْ ضَجِرا )


واحْـــفظْ وصِيـَّــتهُ زِدْ مِن رِعَـــــايَتِــــهِ
ولـَـــبِّهِ إنْ دَعَــــا فــَــــوراً لِسَــــــــاعَتـِـهِ

وغـُــضَّ صَـــوتـكَ بالنـَّجْــوى لِطاعَـتِـهِ
( ففِـي رضــَـاهُ رِضَـــا البـاري وطَاعَتِـــهِ

يَـرضَى علـــيكَ فكـُـنْ مِن تركِـهَا حَذِرَا )


والــزَمْ بمَـــنْ نفسُـــهُ نفْــسٌ مُسَـــايسَـــة
في ذا الزَّمـــانِ فإنَّ النــَّـــفسَ آيسـَـــــــــة

منـــهُم وحِـــرفتـُــهُم في النــَّـاسِ باخِسَـة
( واعـْــلم بأنَّ طـَـريقَ القــَـــومِ دَارسَـــــة

وحَـالُ مَنْ يـَـدَّعِـيهَــا اليومَ كــيف تـَرَى )


يَحِـــــقُّ لي إنْ نَــأوْا عَنــي لأٌلـــفتـِــــهِم
.ألازمُ الحـُــزنَ ممَّــــا بي لِفـُـــــرقَتـِـــــهم

عــلى انقِطـاعـِي عنــهُم بَــعدَ صُحبتِهــم
( مَــتى أراهـُــم وأنــَّـى لِي برُؤيـَــتـِــهـِـم

أو تسمَـــعُ الأذُنُ مِنـِّــي عنــْـــهُم خبَـرَا )


تخـَـــلـُّـفِي مـَـانِعِــي مِن أنْ ألائِمـُـــــهُــم
منــهُم أتيـــتُ فلُمــنِي لسْـــتُ لائِمـُـــــهـُـم

يا ربِّ هَـبْ لي صـَـلاحاً كي أنَادِمُهـُــــم
( ومَن لِي وأنـَّـى لِمـِـثلي أن يـُـزاحِمـُــهـم

عــلى مـَـوارِدٍ لمْ آلـَــفْ بــها كـــــَـــدَرا )

جَــلَّتْ عن الوصْـفِ أن تحـصَى مآثِرهُم
عـَلى البـَواطِـنِ قــدْ دَلـَّـتْ ظـَـواهِــــــرهُم

بطَــاعـةِ الله في الدنـــيا مفــَــــاخـِــــرهُم
( أحِبـُّــهـم وأُداريــْــــهِم وأوثـِـــــــــــرهـُم

بمُـهجَتـِــي وخـُـــصُـــوصاً مِنهـمْ نفـَــرَا )


قـَـومٌ عـَـلى الخـَلقِ بالطَّاعاتِ قدْ رُؤِسُـوا
منــهُم جَلِيـــــــــسهُم الآدابَ يَقــْـــــــــتَبسُ

ومَن تخـَـلَّفَ عــــنهُم حـَـظَّهُ التعِــــــــسُ
( قـَــومٌ كـِــرامُ السَّجـَـايَا حَيـــثمَـا جَلسُــوا

يبــــقـَى المـكانُ عـَـلى آثــَـارِهِم عَطِـــرا )


فهـُــم بهِـــم لا تفـَــارِقــهُم وَزِدْ شَغَفــــــا
وإن تخــلَّفتَ عنــهُم فانتحِـــب أسَـــفــَـــــا

عصـَــابةٌ بهـِــم يُكسـَــى الفتــى شـَــرَفَـا
( يـَهـدِي التصَــوفُ مِن أخــْلاقهِم طـَـرَفـا

حُسْـنُ التــآلُفِ منـــهُـم رَاقنـِــــي نظـَـرا )


جَرَرتُ بهِم ذَيلُ افتِخَاري فِي الهَوى بهِمُوا
.لمـَّـا رضُـوني عُــبَيـداً فِي الهَـوى لَهمـُـوا

وحـَقـِّهم في هـَـواهم لسـْـــتُ أنسـَـــــهـُـم
( هُم أهلُ وُدِّي وأحبـَــابي الذيـــــــنَ هـُـمُ

مِمـَّــنْ يَجـُـــرُّ ذُيـُــول العِـز مُـفتخـِـــرا )


قطَعتُ فِي النظمِ قلبِي فِي الهَوى قطـْـعـا
وقـد تـوسـَّـلتُ للمَـــــولى بــهــِم طَمــعـــا

أن يغــفِرَ الله لِي والمســــلميــن معــــــا
( لا زالَ شَمْـــلي بهـِــم في الله مُجـتمِــعـا

وذنـْــبُنا فيــهِ مـَغفــُــــــــورا ومغتفـــرا )


يا كــلَّ مَن ضَمَّه النادِي بمَجـْـلِسـِـــــــنـا
أدعُ الإلــه بهِـــم يمحـُـــــــو الذنوبَ لـنـَـا

وادعُ لِمــنْ خَمـِّـسَ الأصْـلَ الذي حَسُـنـَا
( ثمَّ الصَّـلاةُ عـَــلى المُخـــتارِ سَيــِّـــدِنـَـا

مُحَمـَّـــدِ خـَـيرُ مَن أوفـَى ومَن نــَـــذرَا )




بحمد الله تمت وبالخير عمت

الخميس، 30 أكتوبر 2008

رَضِيـتُ بـهم ما زالَ في ظلّهـــم ظلّى .

يقول الإمام الشافعي


ولمّا رأيتُ النـاس قـد ذهبت بهـم

مـذاهبُهم فـي أبحـــرِ الغيِّ والجهــــلِ

ركبتُ على اسم الله في سفن النَّجـا

وهم آلُ بيت المصطفى خاتمِ الرُّسْــلِ

وأمسكتُ حبلَ الله وهو ولاؤهـــم

كـمـا قـد أُمِرنـــا بـالتمسكِ بالحـبـــــلِ

إذا افترقَت في الدين سبعـونَ فِرقةً

ونَيفاً، كمـا قد صَحَّ في مُحكــــم النقلِ

ولـم يـكُ نـاجٍ مـنهـمُ غير فرقـــــةٍ

فقـُل لي بها ياذا الرجاحــــةِ والعقـــلِ

أفـي فـِرَق الهُــــــلاّكِ آلُ مـحمـــدٍ

أم الفرقــة اللاتي نجت منهمُ ؟! قُل لي

فإن قلتَ: في الناجين، فالقولُ واحدٌ

وإن قلتَ: في الهُلاّك، حِفتَ عن العدلِ

إذا كان مولى القوم منهــم.. فـإنني

رَضِيـتُ بـهم ما زالَ في ظلّهـــم ظلّي

فــخَلِّ عـليّــاً لـي إماماً ونـسلـــــَـهُ

وأنت من الباقين في ســـــــائـرِ الـحِلِّ



الثلاثاء، 28 أكتوبر 2008

استحباب ذكر الله جهراً وفضل الذكر مع الجماعة


استحباب ذكر الله جهراً وفضل الذكر مع الجماعة

لعلامة وقته فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف رحمه الله تعالى يقول:


إعلم أن ذكر الله تعالى على الطريقة الشرعية من أفضل الأعمال وأعظم القربات التي حثَّ عليها الشرع لما له من جميل الأثر في تهذيب النفوس واطمئنان القلوب واستنزال الرحمات وقمع الشهوات سواء كان سراً أو جهراً قياماً أو قعوداً وسواء كان الذاكر منفرداً أو في جماعة لعموم قوله تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) وقوله: (فاذكروني أذكركم).

-ذكر الجماعة:

قال النبي : (لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إليّ من أن أعتق أربعة من ولد اسماعيل، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة العصر حتى تغرب الشمس أحب إليّ من أن أعتق أربعة من ولد اسماعيل) أخرجه أبو داود.

وقال أيضاً: (لا يقعد قوم يذكرون الله تعالى إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده) أخرجه مسلم والترمذي.

وقال أيضاً: (يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، وإن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرب إليَّ ذراعاً تقربت إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة) أخرجه الشيخان والترمذي.

وقال أيضاً: (إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تعالى تنادوا هلموا إلى حاجتكم فيحفونهم بأجنحتهم إلى سماء الدنيا) الحديث بطوله أخرجه الشيخان والترمذي وفي آخره: (فيقول الله تعالى: أشهدكم أني قد غفرت لهم، فيقول ملك منهم، فيهم فلان خطاء ليس منهم إنما مر لحاجة فجلس، فيقول: قد غفرت له هم القوم لا يشقى بهم جليسهم).

وهذه الأحاديث الصحيحة مع إثباتها مشروعية الجماعة وفضلها في الذكر تثبت مشروعية الجهر وفضله فيه لأنه هو الذي صيرهم جماعة كما هو المعهود لغة وعرفاً إذ مع الإسرار في الذكر يكونون فرادى وإن جمعهم مكان واحد.

ويقدم الإسرار على الجهر فيما إذا خيف الرياء أو كان في الجهر تشويش على مصلٍّ أو نائم أو قارئ أو مشتغل بعلم شرعي، ويقدم الجهر على الإسرار إذا خلا عن ذلك وكان فيه تعليم جاهل أو إزالة وحشة عن مستوحش أو طرد نحو نعاس أو كسل أو إدخال سرور على قلب مؤمن أو تنفير مبتدع عن بدعته ونحو ذلك، وقد سنَّ الشافعية وغيرهم الجهر بآمين بعد الفاتحة وهي دعاء يجهر به جماعة فلا وجه لقول من قال بكراهة الجهر بالذكر إذا خلا عن الموانع الشرعية ولم يكن فيه إخلال بشيء من آدابه المعروفة.

ولا تصرف أحاديث الاجتماع على الذكر والجهد به عن ظاهرها ولا تحمل على غير حقيقتها ولا يخصص عمومها بلا مخصص احتجاجاً بترك السلف لذلك، والثابت من عمل السلف عدم الاقتصار على الإسرار، والثابت اجتماعهم، على أن الحق أنه ليس كل ما خالف عمل السلف في فضائل الأعمال يكون بدعة مذمومة، فتبصر هُديت إلى الحق ولا تعول على قول من تشدد وإن نسب إلى بعض الأجلة فإن التشدد سببه طرد سد الذريعة أو طرد إباحة عند المخالف للمتشدد، وكلاهما طرف وخير الأمور الوسط.

وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: (أنّ رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم) برقم 841.


أقول: الذكر كلمة عامة تشمل كل طاعة وقربة وفعلها جماعة أولى وأفضل.

نتيجة الفكر في الجهر بالذكر للإمام الحافظ جلال الدين السيوطي

نتيجة الفكر في الجهر بالذكر
في جواز الجهر بالذكر والاجتماع عليه

للإمام الحافظ
جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي
المتوفى سنة 911 هـ


مسألة: الحمد لله وكفى ، وسلام على عباده الذين اصطفى. سألت أكرمك الله عما اعتاده السادة الصوفية من عقد حلق الذكر والجهر به في المساجد ورفع الصوت بالتهليل .. وهل ذلك مكروه أو لا؟..

الجواب: إنه لا كراهة في شيء من ذلك وقد وردت أحاديث تقتضي استحباب الجهر بالذكر وأحاديث تقتضي استحباب الأسرار به والجمع بينهما أن ذلك يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص كما جمع النووي بمثل ذلك بين الأحاديث الواردة باستحباب الجهر بقراءة القرآن والواردة باستحباب الأسرار بها وها أنا أبين ذلك فصلا فصلا.


ذكر الأحاديث الدالة على استحباب الجهر بالذكر تصريحا أو التزاما



(الحديث الأول)

أخرج البخاري عن أبي هريرة قال: قال
��� ���� ����� ���� � ���: (يقول الله أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني ، فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه) ، والذكر في الملأ لا يكون إلا عن جهر.


(الحديث الثاني)


أخرج البزار والحاكم في المستدرك وصححه عن جابر قال خرج علينا النبي
��� ���� ����� ���� � ��� فقال: (يا أيها الناس إن لله سرايا من الملائكة تحل وتقف على مجالس الذكر في الأرض فارتعوا في رياض الجنة) ، قالوا: وأين رياض الجنة؟ قال: (مجالس الذكر فاغدوا وروحوا في ذكر الله).


(الحديث الثالث)


أخرج مسلم والحاكم واللفظ له عن أبي هريرة قال: قال
��� ���� ����� ���� � ���: (أن لله ملائكة سيارة وفضلاء يلتمسون مجالس الذكر في الأرض فإذا أتوا على مجلس ذكر حف بعضهم بعضا بأجنحتهم إلى السماء ، فيقول الله: من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عبادك يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويهللونك ويسألونك ويستجيرونك. فيقول: ما يسألون؟ "وهو أعلم" فيقولون: يسألونك الجنة. فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون: لا يارب. فيقول: فكيف لو رأوها؟ ثم يقول: ومم يستجيروني "وهو أعلم بهم" فيقولون: من النار. فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون: لا. فيقول: فكيف لو رأوها؟ ثم يقول: اشهدوا أني قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوني وأجرتهم مما استجاروني. فيقولون: ربنا إن فيهم عبدا خطاء جلس إليهم وليس منهم فيقول وهو أيضا قد غفرت له هم القوم لا يشقى بهم جليسهم).


(الحديث الرابع)



أخرج مسلم والترمذي عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهما قال- قال رسول الله
��� ���� ����� ���� � ���: (ما من قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده).


(الحديث الخامس)


أخرج مسلم والترمذي عن معاوية أن النبي ��� ���� ����� ���� � ��� خرج على حلقة من أصحابه فقال: (ما يجلسكم؟) قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده. فقال: (إنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة).


(الحديث السادس)


أخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي سعيد الخدري قال: قال: رسول الله ��� ���� ����� ���� � ���: (أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون).


(الحديث السابع)


أخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أبي الجوزاء رضي الله عنه قال: قال رسول الله ��� ���� ����� ���� � ���: (أكثروا ذكر الله حتى يقول المنافقين أنكم مراؤون) - مرسل، ووجه الدلالة من هذا والذي قبله أن ذلك إنما يقال عند الجهر دون الإسرار.


(الحديث الثامن)


أخرج البيهقي عن أنس قال: قال رسول الله ��� ���� ����� ���� � ���: (إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا) قالوا: يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال: (حلق الذكر).


(الحديث التاسع)


أخرج بقي بن مخلد عن عبد الله بن عمرو أن النبي ��� ���� ����� ���� � ��� مر بمجلسين أحد المجلسين يدعون الله ويرغبون إليه والآخر يعلمون العلم فقال: (كلا المجلسين خير وأحدهما أفضل من الآخر).


(الحديث العاشر)


أخرج البيهقي عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله ��� ���� ����� ���� � ���: (ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله إلا ناداهم مناد من السماء قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات).


(الحديث الحادي عشر)


أخرج البيهقي عن أبي سعيد الخدري عن النبي ��� ���� ����� ���� � ��� قال: (يقول الرب تعالى يوم القيامة: سيعلم أهل الجمع اليوم من أهل الكرم). فقيل: ومن أهل الكرم يا رسول الله؟ قال: (مجالس الذكر في المساجد).


(الحديث الثاني عشر)



أخرج البيهقي عن ابن مسعود قال: (إن الجبل لينادي الجبل باسمه يا فلان هل مر بك اليوم لله ذاكر فان قال نعم استبشر) ثم قرأ عبد الله: (لقد جئتم شيئا إذا تكاد السماوات يتفطرن منه - الآية) وقال: (أيسمعون الزور ولا يسمعون الخير؟).




(الحديث الثالث عشر)



أخرج ابن جرير في تفسيره عن ابن عباس في قوله (فما بكت عليهم السماء والأرض) قال: (إن المؤمن إذا مات بكى عليه من الأرض الموضع الذي كان يصلي فيه ويذكر الله فيه).

وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي عبيد قال: (إن المؤمن إذا مات نادت بقاع الأرض عبد الله المؤمن مات فتبكي عليه الأرض والسماء فيقول الرحمن ما يبكيكما على عبدي فيقولون ربنا لم يمش في ناحية منا قط إلا وهو يذكرك) ، وجه الدلالة من ذلك أن سماع الجبال والأرض للذكر لا يكون إلا عن الجهر به.



(الحديث الرابع عشر)



أخرج البزار والبيهقي بسند صحيح عن ابن عباس قال: قال رسول الله ��� ���� ����� ���� � ��� (قال الله تعالى: عبدي إذا ذكرتني خاليا ذكرتك خاليا وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منهم وأكثر).



(الحديث الخامس عشر)



أخرج البيهقي عن زيد بن أسلم قال: قال ابن الأدرع: انطلقت مع النبي
��� ���� ����� ���� � ��� ليلة فمر برجل في المسجد يرفع صوته قلت: يا رسول الله عسى أن يكون هذا مرائيا؟ قال: (لا ولكنه أواه).
وأخرج البيهقي عن عقبة بن عامر أن رسول الله ��� ���� ����� ���� � ��� قال لرجل يقال له ذو البجادين: (إنه أواه) وذلك أنه كان يذكر الله.
وأخرج البيهقي عن جابر بن عبد الله أن رجلا كان يرفع صوته بالذكر فقال رجل: لو أن هذا خفض من صوته فقال رسول الله ��� ���� ����� ���� � ���: (دعه فانه أواه).



(الحديث السادس عشر)



أخرج الحاكم عن شداد بن أوس قال إنا لعند النبي
��� ���� ����� ���� � ��� إذ قال: (ارفعوا أيديكم فقولوا لا إله إلا الله ففعلنا) فقال رسول الله ��� ���� ����� ���� � ���: (اللهم إنك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني عليها الجنة إنك لا تخلف الميعاد). ثم قال: (أبشروا فان الله قد غفر لكم).



(الحديث السابع عشر)


أخرج البزار عن أنس عن النبي
��� ���� ����� ���� � ��� قال: (إن لله سيارة من الملائكة يطلبون حلق الذكر فإذا أتوا عليهم حفوا بهم. فيقول الله تعالى: غشوهم برحمتي فهم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم).



(الحديث الثامن عشر)



أخرج الطبراني وابن جرير عن عبد الرحمن ابن سهل بن حنيف قال نزلت على رسول الله
��� ���� ����� ���� � ��� وهو في بعض أبياته (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي - الآية) فخرج يلتمسهم فوجد قوما يذكرون الله تعالى منهم ثائر الرأس وجاف الجلد وذو الثوب الواحد فلما رآهم جلس معهم وقال: (الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن أصبر نفسي معهم).



(الحديث التاسع عشر)



أخرج الإمام أحمد في الزهد عن ثابت قال: كان سلمان في عصابة يذكرون الله فمر النبي صلى الله عليه وسلم فكفوا فقال: (ما كنتم تقولون؟) قلنا: نذكر الله قال: (إني رأيت الرحمة تنزل عليكم فأحببت أن أشارككم فيها) ثم قال: (الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم).



(الحديث العشرون)


أخرج الأصبهاني في الترغيب عن أبي رزين العقيلي أن رسول الله
��� ���� ����� ���� � ��� قال له: (ألا أدلك على ملاك الأمر الذي تصيب به خيري الدنيا والآخرة؟). قال: بلى. قال: (عليك بمجالس الذكر وإذا خلوت فحرك لسانك بذكر الله).



(الحديث الحادي والعشرون)



أخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي والأصبهاني عن أنس قال: قال رسول الله
��� ���� ����� ���� � ���: (لأن أجلس مع قوم يذكرون الله بعد صلاة الصبح إلى أن تطلع الشمس أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ولأن أجلس مع قوم يذكرون الله بعد العصر إلى أن تغيب الشمس أحب إلي من الدنيا وما فيها).



(الحديث الثاني والعشرون)



أخرج الشيخان عن ابن عباس قال: (إن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي
��� ���� ����� ���� � ���) ، قال ابن عباس: (كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته).



(الحديث الثالث والعشرون)



أخرج الحاكم عن عمر بن الخطاب عن رسول الله
��� ���� ����� ���� � ��� قال: (من دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له- له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة وبنى له بيتا في الجنة) وفي بعض طرقه: (فنادى).


(الحديث الرابع والعشرون)


أخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه عن السائب أن رسول الله
��� ���� ����� ���� � ��� قال: جاءني جبريل فقال: (مر أصحابك يرفعوا أصواتهم بالتكبير).



(الحديث الخامس والعشرون)



أخرج المروزي في كتاب العيدين عن مجاهد أن عبد الله بن عمر وأبا هريرة كانا يأتيان السوق أيام العشر فيكبران لا يأتيان السوق إلا لذلك.

وأخرج أيضا عن عبيد بن عمير قال كان عمر يكبر في قبته فيكبر أهل المسجد فيكبر أهل السوق حتى ترتج منى تكبيرا.
وأخرج أيضا عن ميمون بن مهران قال أدركت الناس وأنهم ليكبرون في العشر حتى كنت أشبهها بالأمواج من كثرتها.


(فصل)


إذا تأملت ما أوردنا من الأحاديث عرفت من مجموعها أنه لا كراهة البتة في الجهر بالذكر بل فيه ما يدل على استحبابه إما صريحا أو التزاما كما أشرنا إليه ، وأما معارضته بحديث خير الذكر الخفي فهو نظير معارضة أحاديث الجهر بالقرآن بحديث المسر بالقرآن كالمسر بالصدقة، وقد جمع النووي بينهما بأن الإخفاء أفضل حيث خاف الرياء أو تأذى به مصلون أو نيام ، والجهر أفضل في غير ذلك لأن العمل فيه أكثر ولأن فائدته تتعدى إلى السامعين ولأنه يوقظ قلب القارئ ويجمع همه إلى الفكر ويصرف سمعه إليه ويطرد النوم ويزيد في النشاط، وقال بعضهم: بستحب الجهر ببعض القراءة والإسرار ببعضها لأن المسر قد يمل فيأنس بالجهر والجاهر قد يكل فيستريح بالإسرار انتهى ، وكذلك نقول في الذكر على هذا التفصيل وبه يحصل الجمع بين الأحاديث.


فإن قلت : قال الله تعالى: (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول)
قلت: الجواب عن هذه الآية من ثلاثة أوجه:

الأول: إنها مكية كآية الإسراء (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها) وقد نزلت حين كان النبي يجهر بالقرآن فيسمعه المشركون فيسبون القرآن ومن أنزله فأمر بترك الجهر سدا للذريعة كما نهى عن سب الأصنام لذلك في قوله تعالى (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) وقد زال هذا المعنى وأشار إلى ذلك ابن كثير في تفسيره.
الثاني: إن جماعة من المفسرين منهم عبد الرحمن بن زيد بن أسلم شيخ مالك وابن جرير حملوا الآية على الذاكر حال قراءة القرآن وانه أمر له بالذكر على هذه الصفة تعظيما للقرآن أن ترفع عنده الأصوات ويقويه اتصالها بقوله: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا).
قلت:
وكأنه لما أمر بالإنصات خشي من ذلك الإخلاد إلى البطالة فنبه على أنه وإن كان مأمورا بالسكوت باللسان إلا أن تكليف الذكر بالقلب باق حتى لا يغفل عن ذكر الله ولذا ختم الآية بقوله (ولا تكن من الغافلين).

الثالث: ما ذكره الصوفية أن الأمر في الآية خاص بالنبي الكامل المكمل وأما غيره ممن هو محل الوساوس والخواطر الردية فمأمور بالجهر لأنه أشد تأثيرا في دفعها قلت: ويؤيده من الحديث ما أخرجه البزار عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله : (من صلى منكم بالليل فليجهر بقراءته فإن الملائكة تصلي بصلاته وتسمع لقراءته وإن مؤمني الجن الذين يكونون في الهواء وجيرانه معه في مسكنه يصلون بصلاته ويستمعون قراءته وأنه ينطرد بجهره بقراءته عن داره وعن الدور التي حوله فساق الجن ومردة الشياطين).

فإن قلت: فقد قال تعالى (ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين) وقد فُسّر الاعتداء بالجهر في الدعاء
قلت: الجواب عنه من وجهين:

أحدهما: أن الراجح في تفسيره أنه تجاوز المأمور به أو اختراع دعوة لا أصل لها في الشرع.
ويؤيده ما أخرجه ابن ماجة والحاكم في مستدركه وصححه عن أبي نعامة رضي الله عنه أن عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة. فقال: إني سمعت رسول الله يقول: (سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الدعاء) فهذا تفسير صحابي وهو أعلم بالمراد.
الثاني: على تقدير التسليم فالآية في الدعاء لا في الذكر والدعاء بخصوصه الأفضل فيه الإسرار لأنه أقرب إلى الإجابة ولذا قال تعالى (إذ نادى ربه نداء خفيا) ومن ثم استحب الإسرار بالاستعاذة في الصلاة اتفاقا لأنها دعاء.
فإن قلت: فقد نقل عن ابن مسعود أنه رأى قوما يهللون برفع الصوت في المسجد فقال: (ما أراكم إلا مبتدعين حتى أخرجهم من المسجد)
قلت
: هذا الأثر عن ابن مسعود يحتاج إلى بيان سنده ومن أخرجه من الأئمة الحفاظ في كتبهم وعلى تقدير ثبوته فهو معارض بالأحاديث الكثيرة الثابتة المتقدمة وهي مقدمة عليه عند التعارض.

ثم رأيت ما يقتضي إنكار ذلك عن ابن مسعود قال الإمام أحمد بن حنبل في كتاب الزهد ثنا حسين ابن محمد ثنا المسعودي عن عامر بن شقيق عن أبي وائل قال: (هؤلاء الذين يزعمون أن عبد الله كان ينهى عن الذكر ما جالست عبد الله مجلسا قط إلا ذكر الله فيه).
وأخرج أحمد في الزهد عن ثابت البنابي قال: (إن أهل ذكر الله ليجلسون إلى ذكر الله والله وأن عليهم من الآثام أمثال الجبال وأنهم ليقومون من ذكر الله تعالى ما عليهم منها شيء).

الاثنين، 27 أكتوبر 2008

دعاء فى ختم الحضرة أو المجالس .

لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فى كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله ، (لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم "ثلاثا" ) ، اللهم يا دائم الفضل على البرية * يا باسط اليدين بالعطية * يا صاحب المواهب السنية * ياغافر الذنب والخطية * صل وسلم على سيدنا محمد خير الورى سجية * واغفر لنا ياربنا فى هذه العشية
نحن بالله عزنا * والحبيب المقرب
بهما عز نصرنا * لا بجاه ومنصب
ومن اراد ذلنا * من قريب وأجنبى
سيفنا فيه قولنا * حسبنا الله والنبى

يَا مَوْلاَنَا يَا مُجِيبُ * مَنْ يَرْجُوكَ لاَ يَخِيبُ
تَوَسَّلْنَا بِالْحَبِيبِ * اقْضِ حَاجَتَنَا قَرِيبُ
هَذا وَقْتُ الْحَاجَاتِ * يَا حَاضِرًا لاَ يَغِيبُ


يامطلع علينا * فوضنا الأمر إليك
ومن بغى علينا * لا نشكو إلا إليك

ياعالم بكل علوم * ياسامع دعا المظلوم
لا تجعل فى حضرتنا * شقيا ولا محروم

حسبى ربى جل الله * ما فى قلبى غير الله
لا إله إلا الله (بالمد) سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إلهى أنت مقصودى ورضاك مطلوبى "ثلاثا" )
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، واغفر لنا وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم ، ( ونجنا من الهم والغم والكرب العظيم "ثلاثا" ) ، ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم ، واجعلنا من الذين تجرى من تحتهم الأنهار فى جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام ، وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين .

وهذه صلاة الرضا .

صلاة الرضا
تقرأ فى ختام الحضرة والمجالس
بعد قراءة الفاتحة


إن الله وملائكته يصلون على النبى ياأيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما

اللهم صل على سيدنا محمد صلاة الرضاوارض عن أصحابه وعن سيدى أحمد البدوى وعن سيدى على بن عبد الله ابى الحسن الشاذلى رضاء الرضا واغمرهم بالرحمة والنور واقر عينهم يوم الحشر والنشور واوضح لنا طريقتهم وانظمنا فى سلك حقيقتهم وانزل عليهم روحا من عندك وبلغهم سلاما منا وجازهم افضل الجزاء عنا واجعلنا فى كفالتهم ومن حزبهم واحشرنا معهم تحت لواء جدهم مع من انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا والحمد لله رب العالمين ( يارب جمعا طلبنا منك مغفرة فلا تخيب رجانا ياواسع الكرم )3 ، وصل اللهم على سيدنا محمد صلاة تتقبل بها دعائى ، وتحقق بها رجائى وعلى آله وصحبه والتابعين سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

الأحد، 26 أكتوبر 2008

رسالة الأساس لسيدى احمد بن ادريس رضي الله عنه


الرسالة المسماة بالأساس


لسيد العارفين وقطب المحققين مولانا السيد احمد بن ادريس رضي الله عنه






قال الاستاذ : ينبغي لسالك الطريقة اولا ان يقدم اساسها ، وهو وظيفتان نهاريه وليليه


( فالنهارية )


أن يفرغ قلبه وقالبه من الشواغل ، ثم يغتسل كغسله من الجنابة ، لان الانسان ما دام مشغولا بالدنيا والامور الشاغلة عن الله تعالي حكمه حكم الجنب ، فاذا اراد الوقوف بين يدي الله تعالي فلا بد ان يتطهر من الجنابه بالماء كالمصلي ، ويقرا قبل الشروع في الاغتسال (اللهم طهرني من كل جنابه ومن كل حدث ومن كل علة ومن كل مرض ومن كل ذنب ومن كل معصيه ومن كل غفله ومن كل ظلمه ومن كل حجاب ومن كل قطيعه ومن كل سوء طهرت منه نبيك محمدا صلي الله عليه واله وسلم ظاهرا وباطنا يا رب العالمين ، ثم يصلي ركعتين يقرا في كل ركعه فاتحه الكتاب مرة وسورة الاخلاص(مائة مره)وبعد السلام يقرا الاستغفار الصغير(ثلاثا)وهو(استغفر الله العظيم الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه)ويهديهما الي النبي ثم يقول( اللهم اني اقدم اليك بين يدي كل نفس ولمحة وطرفة يطرف بها اهل السموات وأهل الارض وكل شئ هو في علمك كائن او قد كان ، اقدم اليك بين يدي ذلك كله(مرة واحدة)ويقرأ(لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين (مائة مرة)وبعد ذلك يقرأ وأقدم اليك بين يدي ذلك كله)(مره واحده)(ويقرأ الاستغفار الكبير وهو(استغفر الله العظيم الذي لا اله الا هو الحي القيوم غفار الذنوب ذا الجلال والاكرام واتوب اليه من جميع المعاصي كلها والذنوب والاثام ومن كل ذنب اذنبته عمدا وخطأ ظاهراً وباطنا قولاً وفعلاً في جميع حركاتي وسكناتي وخطراتي وأنفاسي كلها دائما ابدا سرمدا من الذنب الذي اعلم ومن الذنب الذي لا اعلم عدد ما احاط به العلم واحصاه الكتاب وخطه القلم وعدد ما اوجدته القدرة وخصصته الارادة ومداد كلمات الله كما ينبغي لجلال وجه ربنا وجماله وكماله وكما يحب ربنا ويرضى )(سبعين مرة)ثم يختم بكفارة المجلس ، وهي(سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك عملت سواء ً وظلمت نفسي فأغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب الا انت)( ثلاثا) يفعل هذا ثلاثة ايام ويكرر الغسل ثلاثة ايام ، وان اقتصر على الاول كفاه )



(وأما الوظيفة الليلية )


( فهي ان يغتسل كما تقدم ويصلي عند النوم ركعتين يقرا في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وسورة الاخلاص ( مائة مرة)ويهديهما للنبي ، ثم يقرأ وهو مستقبل القبلة(اللهم اني اقدم اليك بين يدي كل نفس ولمحة الخ ، اللهم صلي وسلم وبارك على مولانا محمد وعلى اله وعلى جميع الانبياء والمرسلين وعلى جبريل وميكائيل واسرافيل وملك الموت وحملة العرش وعلى الملائكة اجمعين وعلى الاولياء والصالحين وعلى جميع عبادك المؤمنين في كل لمحة ونفس عدد ما وسعة علمك آمين) ( مرة واحدة )وأقدم بين يدي ذلك كله ( يا كريم يا رحيم)(الف مرة)وأقدم اليك بين يدي ذلك كله(صلي الله عليك وسلم يا رسول الله في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله) (الف مرة)يفعل ذلك ثلاث ليال ثم بعد ذلك ياتي بالفدية النبوية يفدي بها نفسه وهي (لا اله الا الله )سبعون الف)(وسرها ان تذكر بهذه الصيغة وهي (لا اله الا الله في كل لمحة ونفس عدد ما وسعة علم الله) (سبعون الفا) ويختم بكفارة المجلس(ثلاث مرات)وهي (سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك الخ)ولا بد ان يرى في منامه اشارة او بشارة على حسب صدق المريد ويخبر استاذه بما يرى ، حتى يبني له على اساس صحيح ثم بعد ذلك يلقن الذكر على حسب استطاعته وعزمه وصدقه وقوته ومحبته وانقياده وبالله التوفيق ، والحمد لله رب العالمين ، والله المستعان ولا اله غيره .


أخبر صديقك: