الاثنين، 13 أكتوبر 2008

وهذا كتاب المـــــدد العـــــــلوى فى سيرة و موجز تاريخ سيدى أحمــد البــدوى للضعيف السيد على فؤاد المنوفى . نقلته هنا جزى الله كاتبه خير الجزاء







كتاب
المـــــدد العـــــــلوى
فى سيرة و موجز تاريخ
سيدى أحمــد البــدوى
للضعيف
السيد
على فؤاد المنوفى
مفتش التعليم سابقاً
وشيخ طريقة سيدى أحمد البدوى الأحمدية المنايفة
بالجمهورية المصرية
عفى الله عنه


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السادس من ربيع الأول سنة1377 الموافق لثانى يوم من أكتوبر 1957


الخطبة و المقدمة





الحمد لله الذى خص خواص أوليائه ، بجزيل إفضاله وعظيم آلائه ،والصلاة والسلام على خاتم رسله و أنبيائه وصفوة خيرته و أحبائه
محمد المختار والسنـد الـذى إلى الله فى حبى لـه أتقـرب
ومن هو يوم الحشر ذخر وملجأ ومن هو لى جاه وسؤل ومطلب
وعلى آله وصحابته وذريته وعترته .



سبب وضع هذه السيرة


وبعد : فقد أرسل إلىّ الأستاذ الكبير والشاعر المجيد القدير شاعر آل بيت الحضرة النبوية والوكيل الثقافى لعشيرة السادة المحمدية الأستاذ الوفى الأبر محمود جبر يطلب منى كلمة عن سيرة مولاى وسيدى
شيخى الأكبر ذى الفضل الذى لا يضاهى شأوه فى الأكبرية
من أفاد الدين والدنيـا ومـن فاز بالقرب من الذات العليـة


القطب النبوى أبى البـــــركات والفيوضــات الســــيد أحمـــد البـــــدوى



ولمرضى وقتئذ وشدته لم أستطع الإجــابة أو الرد على حضرته ولما من الله علىَّ بنعمة بعض الشفاء و أردت أن أَشْـرُفَ بتلبية هذا النداء ، علمت بقيام حضرته بإتمامه وشروعه فى طبع ما أعده من رسالته بعد حصوله على كلمات فى هذا الصدد من بعض السادة الأجلاء أصحاب الفضيلة العلماء فأردت أن أَشْرُفَ بانفرادى بكتابة ونشر هذه العجالة أو الكلمة ، تحدثاً بما للسيد البدوى من آثار ، و ما له علىَّ من فضل ونعمة
ذكره ينعش القلوب و يحيى كل روح ويطرب السامعينا
كم له من عجيبة تذهل اللــب وكم من غريبة تأتينـا



لمَ لُقِّب بالسيد

لقب بالسيد لشرف نسبه ، وسمو حسبه ، وعظيم مكانته وجليل مقامه ومنزلته ، واتصاله بحضرة الرسول ، و بذا يفتخر فيقول :-

قَدْ عَلا مَجْدِى وعَزَّتْ رُتَبِى بانْتِسَابِـى للنَّبـىِّ العَرَبِـى
فَهْوَ جَـدِّى وإلَيـهِ نَسَبِـى يَنْتَهى فَانْظُرْ لِذاكَ النَّسَـبِ
وَسَقَانِى خَالِقِى مِن شَرْبَـةٍ سَلَكَتْ بِى لِطَريـقِ الأدَبِ


فهو من أشهر العائلات وأشهرها ، و أجلها قدراً و أظهرها .


ألقـــــابه و كـــــناه

ولقب ﺑــ " شيخ العرب" لفضله وكبير جوده وكرمه ،
و ﺑـــ " البدوى " لما لزمه من ملبس وزى .
وكان يكنى ﺑــــ " أبى الفتيان " لعطفه على الصغير والكبير من بنى الإنسان ،فضلاً عما كان عليه من قوة الجنان وحسن البيان وطلاقة اللسان .
وكنى أيضاً ﺑــــ " أبى فراج " لما شهر من أن الله – تعالى – يفرج الكرب عمن اشتد الكرب به لمن توسل إليه بمكانة السيد لديه وقربه
كم له فى الورى مناقب فضل مـا سمعنـا بمثلهـا لولـىّ
كم شهدنا له كرامـات حـق هى أجلى من كل نور جلـىّ


مولـــــــــده

وُلِــدَ بمدينة فاس بالمغرب سنة ست وخمسمائة وتسعين للتاريخ الهجرى ؛
حيث كانت أسرته من عقب فتنة الحجاج بن يوسف الثقفى وما كان من تشتيته واضطهاده لكل شريف علوى لأن جده الشريف محمد الجواد بن حسن العسكرى ، وانتقل إليها مع جمع من بنى عمه ، ومن يَعَزُّ عليه من قومه . ثم رجع السيد إلى مكة وهو طفل صغير مع والده و إخوته ومن معهم من أفراد أسرته وذلك سنة ثلاث وستمائة .

طاب بالغرب مولداً شرف الغرب وفاضـت فـى حبـه الأشـذاءُ
وإلـى مكـة آتاهـا صغـيـرا ًتتبـاهـى بسـيـره الأرجــاءُ
واستنارت به المنازل والخيـف وسـفـح الـلـواء والـدهـاء


تربيتـــــه

رُبِّىَ رضوان الله عنه تربية دينية ، ونشأه أخوه الحسن على أخلاق جليلة علية ، واهتم أعظم اهتمام بأمره ، فحفظ الأستاذ القرآن الكريم فى صغره ، وتلقى العلوم العربية ، ونبغ نبوغاً ملحوظاً فى العلوم الدينية ، وتفقه على مذهب الإمام الشافعى وألف كتاباً قيماً فيه يدل على تمكنه منه ، وقد عُثِرَ بمكتبة المسجد و المعهد الأحمدى الدينى على كتاب مَعْزُوّ إليه فى فقه الشافعى.

فهو بحر والبحر نقطـة فضـل من نبـى سـادت بـه الأنبيـاء
وهو باب لحضرة المصطفى من هو مـن فضلـه عليـه الثنـاء



اختلاؤه وتعبده

ما تمت حياته الأولى عملياً ، حتى حُبِّبَ إليه التعبد مختلياً ، فانتحى عن الناس جانباً ، واتخذ من جبل أبى قبيس معبداً ، وجعل يقضى أكثر أوقاته فيه منفرداً ، محتقراً ما فى الوجود من رغبات وشهوات ، وعاش دون أن يتزوج إلى أن مات ، وقد فُتِح عليه فتح إلهى ، وظهر عليه أثر الوجد الربانى .

وفيه بباب الحـق نـال حقائقـاً بها سرت الأسرار من عالم السر
وفى المشهد القدسى الرفيع مقامه حوى رفعة الذات المشرفة القدر

و لتلك المشاهد الروحانية و التجليات الإلهية شدة فى إبانها وأوائل فيضها ، وربما لا تقوى النفس على حملها ثم لا تلبث أن تقر وتصير ملكة ثابتة , وحالة تشبه الحالة البحتة , وذلك ما حصل لسيدى أحمد البدوى فى أيام الفتح الإلهى . فلم يلبث أن قر ؛ و إن كان فى نفسه كبيراً و عظيماً قبل أن يستقر و بعد أن استقر

والفتوحات التى خص بهـا من لدن مولاه وهاب العطيه
يا لها من منـح ذات سنـا أعربت عنه المقامات السنيه

اشتد عليه الوجد وهام مرتقياً إلى أسمى مقام وقد أخذته الحال فترنم بما هو عليه

شربت بكأس الأنس فى خير حضرة فيا طيبهـا مـن حضـرة صمديَّـةِ
وتوَّجنى ربـى بتـاج مـن البهـا ومن حلل التشريف ألبست خلعتـى
ومن فوقها طـرز الوفـاء بنـوره مكللـة مـن فيـض رب البـريـة


رده على من رموه بالخبل

وقد رماه بعض أهل الزيغ و الفتون بشدة الخبل والجنون وبمكاشفته لأقوالهم و ما رموه من إفكهم رد بقوله علهم وعلى مفترياتهم :

لَقَدْ وَصَفُونِى بالجُنُونِ جَمَاعـةٌ فَقُلتُ لَهُم بَيتاً لِسَامِعِـه يَحْلُـو
مَجَانِيـنُ إِلا أنَّ سِـرَّ جُنُونِهـ مْعَجِيبٌ عَلى أعْتَابِهم يَسْجُدُ العَقْلُ


رحلته و تـنقلاته

رأى رضوان الله عليه أثناء نومه أو غفوته ما يحمله على تنقله وسياحته فشرع فى ذلك وطاف بكثير من البلدان و الأقطار الإسلامية والممالك وكان لزيارة الأولياء الربانيين و الأقطاب والسادة المقربين وكبار و أجلاء الصالحين جزء عظيم من سياحته وكانت " مصر " مهبط وخاتمة رحلته وذلك فى رمضان سنة 634.

حتى إذا من الإلـه بـه علـى هذى الديـار تكرمـاً وتعطفـا
أضحى كبدر تَمَّ فى غسق الدجى بين الكواكب مشرقاً مستشرفـا


استقراره بطنطا

ثم استقر بطنطا استقراره المكين فى شهر ربيع الأول سنة 637 من الهجرة .

إلى طنتدا قد جاء من خير بقعـة فربَّى بها أقطاب غيث ورحمـةِ
وأضحت وثوب العز تبدى تفاخرا ًعلى سائر البلدان فى حسن بهجةِ
وقد شرفت قدراً ومجداً و رفعـة بإمداد قطـب الله كنـز العنايـةِ


حالـــه بطنطا

جاء إلى طنطا بحال عادية متزيياً بأزياء الأمة العربية ونزل على بعض أهلها و لازم الإقامة فوق السطح بها منصرفاً إلى ربه والاتصال بقربه شاخصاً ببصره إلى السماء سابحاً بروحه فى العالم الأعلى متخلياً عن هذا الكون و ما فيه .

وله كراماتٌ أضاءت بهجـة منها يَكِلُّ الفكر فـى كلماتـه
أنَّى تحيط بها مقالـة مـادح لو صاغ زهر الأفق فى أبياته
و هو الذى صام النهار عبادة كمثال ما أحيى الدجى بصلاته
و له مع الرحمن حال صادق حسبت به الأيام فى حالاتـه

لم يلبث أن نم عليه حاله كما ينم النور على البدور أو شذا النشر على جيد العطر فهرع إليه الناس من كل جانب وذهب ذكره فى المشارق والمغارب وكثر أتباعه ومريدوه و هدى الله كثيراً من عباده الحضرة الربانية والمقامات القدسية .

وقد رفع الإله لـه مقامـاًبه خفض الزمان له جِناحا
أطل ما شئت فيه ثنا وقولاً ولا تخش الملامَ فلا جُناحا


آثــــاره فى الأمـــة

قام عليه الرضوان بالتربية الروحية وتطهير النفوس من شوائب نقصها المزرية ورفعها من حضيض الحيوانية إلى أوج الصفات الملكية وأوصل الكثيرين إلى الكمال الإنسانى إلى حضرة الإله العلى .

من بحره أهل الصفا شربوا وكــلُّ الأوليـاء بفضلـه تتـزود
قطب الوجود أبو الوفود ومن له تلك الكرامات التـى لا تجحـد

كان يأتيه الرجل البسيط القروى فلا ينقلب إلى أهله إلا وقد امتلأ بالحب الربانى والكمال النفسانى والسمو العلوى كما كان جــده سيد الأنام عليه الصلاة والسلام حيث كان العربى الأمى يجلس بين يدى النبى فلا ينصرف من مجلسه إلا وهو من أفقه و أحسن الناس معرفة وحالاً و أشدهم بالملأ الأعلى اتصالاً وإن قل ما سمعه أو تلقاه فى مجلسه هذا من رسول الله .
وعلى هذا كان الســـــيد البدوى فلا يعلم أحد إلا الله قدر من انتفعوا على يديه من هذه الوجهة مباشرة أم بالواسطة.

لهذا صار للأقطاب قطب اسموا بشذا محامده افتتاحا
فلو أن السها سامته قدراً لخلنا جِدَّ غايتـه مزاحـا


أخـــلاقه وعـــاداته

كان كثير الصيام ، قليل الكلم إلا فى نفع الأنام ، وكان صحوه ويقظته أكثر ما يكون من غـيـبـته ، وكان له إمـــامان به فى كل الأوقـــات يصليان ، وكان يقوم الليل ولا يفتر عن متابعة قراءة القرآن .

أوتى الفضل مثل ما أوتى الحكمة فى نطقه وحسن الخطـاب
منهل لا تزال ظمـأى الأمانـى من جداه تروى بخير شـراب

كان جم العلم غزير المادة عالى الكعب واسع الاطلاع بحراً لا قرار له اعترض عليه عدد من العلماء فأدهــشهم بكشفه و اطلاعه واختبره جماعة من الأجلاء فأذهلهم بعلمه وقوة إقناعه . تحداه ابن دقيق العيد الشهير فذل بين يدى السيد وخضع وذهب لامتحانه الشيخ عبد العزيز الدرينى الكبير والعلامة الجليل القدير فبفضله اقتنع و إلى التسليم و الانقياد أسرع وفى رحاب السيد قبع وقال مفتخراً بهذا فأبدع :

يقولون يا عبد العزيـز بـن أحمـد بمن فى طريق القوم ما عشت تقتدى
فقلت بأستـاذى و شيـخ مشايخـى وشيخ طريقـى و الحقيقـة أحمـدِ

و تنقصه وخاض فى حقه الشيخ ابن اللبان فكان ما كان من سلبه الإيمان ولولا الاستغاثة بمولانا السيد ياقوت العرشى وتوسله بكل ولى واستتابته و أخذ التعهد بعدم العودة عليه لما رد الإيمان عليه .

هو البحر ذو الإمداد والفيض والندى عظيم الجدا مبـداه عيـن الشريعـةِ
هو الجوهر المكنون فى معدن الرضا بأسـراره جلـت شمـوس الحقيقـةِ

ما سمع أحاديثه أَحَدٌ ، و لو كان كأُحُدٍ إلا جُذِبَ قلبه و أُسِر لبه ، نجتزئ من بلاغته وحسن براعته و فصاحته ما بصلاته الجليلة المشهورة وصيغته المتداولة المأثورة والتى يصف فيها حضرة النبى ويصلى عليه بها فيقول :


اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلَانَا مُحَمَّدٍ شَجَرَةِ الْأَصْلِ النُّورَانِيَّةِ وَلَمْعَةِ الْقَبْضَةِ الرَّحْمَانِيَّةِ وَأَفْضَلِ الْخَلِيقَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ وَأَشْرَفِ الصُّوَرِ الْجِسْمَانِيَّةِ وَمَعْدِنِ الْأَسِرَارِ الرَّبَّانِيَّةِ وَخَزَائِنِ الْعُلُومِ الْإِصْطِفَائِيَّةِ،صَاحِبِ الْقَبْضَةِ الْأَصْلِيَّةِ وَالْبَهْجَةِ السَّنِيَّةِ وَالرُّتْبَةِ الْعَلِيَّةِ مَنِ انْدَرَجَتِ النَّبِيُّونَ تَحْتَ لِوائِهِ فَهُمْ مِنْهُ وَإِلَيْهِ وَصَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ عَدَدَ مَاخَلَقْتَ وَرَزَقْتَ وَأَمَتَّ وَأَحْيَيَتَ إِلَى يَوْمِ تَبْعَثُ مَنْ أَفْنَيْتَ وَسَلِّمْ تَسْلِيمَاً كَثِيراً وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

كلم كأن الشهد من ألفاظهـا جار و أن الطيب منها سائر
وكان أنفاس المسيح نسيمها إذ من شذاه لكل ميت ناشر

ومن نزوله وتبسطه فى أقواله واضحة جليه منها قوله :-
" طريقتنا مبنية على الكتاب والسنة السنية ، وعلى الصدق والصفاءوحسن الوفاء والولاء ، والإخلاص لله ذى الآلاء ، و بذل الندى وحمل الأذى ، وحفظ العهود والوفاء بالوعود"

حكم تنجلى بآيـات فضـل تتسامى بخير نصـح متيـن
هكذا هكـذا الرشـاد و إلا فالمعالى بغير حصن حصين


وصــاياه لخليفته

ومن وصاياه لخليفته المتفانى فى خدمته ، صاحب الحال والمقال السيد عبد المتعال:-
" يا عبد العال إياك إياك وحب دنياك ، فإن حب الدنيا الرجل يفسد صالح العمل كما يفسد الخلُّ العسل . "
" يا عبد العال ؛ يقول الله تعالى فى كتابه المكنون " إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا والَّذِينَ هُم مُّـحْسِنُونَ" فعليك بكثرة الأذكار واعلم أن ركعة بالليل أفضل من ألف ركعة بالنهار . يا عبد العال أشفق على اليتيم واكسُ العريان و أطعم الجيعان و أكرم الغريب والضيفان.
"

وكل إرشاده كالماء يطفـئ مـا بالقلب أورت زناد الغى من شرر

قام عليه الرضوان جاهداً فى تربية مريديه عاملاً على تطهير و رفعة شأن تابعيه مركزاً و محطاً للأقطاب و الأبدال محاطاً بالكثيرين من فطاحل و عظماء الرجال وقد عُزِىَ إليه أنه تكلم بهذا وقال :

أنـا بحـر بـلا قـرار وبـرّ ٍشرب العارفون من بعض مائى
وإذا بان فـى الولايـة غَـوْث ٌفهو من تحت قبضتى و ولائى

علا فى الخافقين قدره وشهر بعظيم الكرامات ذكره وكل خواطره و أقواله مؤيدة بالبراهين القاطعة والأدلة القوية الناصعة ولم يــــزل …

ناشراً أعلام علم فـى الـورى طيهـا سـر علـوم أقدسـيـه
قـائـمــاً لله لا تــأخــذه لومـة لله مــن ذى أحمقـيـه
شمس حق فى سما التحقيق تلمــع إشراقـاً بنـور الألمعـيـه


وفــاة السيد وتاريخ ذلك

حتى آتاه اليقين وقد بلغ سنه التاسة والسبعين وكانت وفاته فى ثانى عشر من ربيع الأول سنة ستمائة وخمسة وسبعين .

ومن العجائب أن بحراً ضمه لحد وغيَّب ذاته فـى ذاتـه
لكنه إن غاب فيـه صـورة هو حاضر معنا مدى ساعاته

ذاع أمـر السـيـد وشــاع فى جميع الأقطار و سائر البقاع
فإذا أردنا حصر كل صفاته ضاقت دفاترنا وكل المُنْشِدُ
ونهاية الأقوال رتبته علت تحت النبوة لم يصلها عابدُ


مواسمه و احــتفالاته

إن أول مواسمه ما يرى من عظمة الاحتفال بمولده وأصل هذا المولد أن السادة الصوفية جاءوا إلى طنطا عقب وفاة السيد للتعزية ومواساة خليفته ومن معه من مريديه وجماعته و شيعته ولما أخذوا فى انصرافهم خرج السيد عبد العال خليفته ومن معه إلى خارج البلدة لتوديعهم فوعدوه برجوعهم إليه فى كل عام للتمتع بالزيارة والتعبد أياماً بجوار الضريح والمقام ومن تلك السنة صارت عادة الموالد المستحسنة

و قد سعت أولياء الله فى مـلأ من الرجال ذوى الأنفاس والهمم
كم من تقىٍّ وكم قطب آتاه وكـم من عارف جاءه يسعى على قدم
كيما يفوز بأسـرار يسـر بهـا من فيض إفضاله مع وافر النعم

تضاعف عدد قاصديه كل عام و كثر وذاع أمر هذا المولد بعد ذلك واشتهر واهتم بميعاده من تتابع من رجال الصوفية فى إحيائ ة الاحتفال من انتسب إلى طريق السيد المعروفة بالأحمدية و انضم إلى ذلك الكثيرين من أعيان الأمة المصرية واشتركت إلى عهد قريب فيه الهيئات الحكومية .

به تجمع الأضداد جمـع أحِبَّـةٍ و رابطة حتى يكـون التفـرقُ
و أعجب شئ أن من كان عاصياً بمولده يرجـو التُقَـى ويُوفـقُ


المولد الـرجبى

ومن المواسم الشهيرة للسيد البدوى مولد النفحات والكرامات المعروف بالمولد الرجبى وأصله أن الشيخ رجب الرجباوى المحلاوى أحد رجال و أتباع الطريق الأحمدى حضر إلى طنطا فى شتاء سنة 1232 و أقام بالمسجد أسبوعا بمن معه من أتباع و مريدين ثم رأى أن يُغَــيِّر و يجدد تلك العمامة التى فوق تابوت قبر السيد وجعل ذلك عادة سنوية وبهذا تضاعف العدد بتوالى الأعوام وسمى ذلك بالرجبية .وفى هذا الموسم و المولد العظيم تتوالى الرحمات وتجاب الدعوات وتكثر البركات لقصره على العبادات وبذل الصدقات واغتنام النفحات .

له انقادت الزوار من كل وجهة ومنه جميع الناس ترجو نوالها
لنا قد بدت فيه خـوارق عـادة فمن تلك عجزى أن أعد كمالها

لذلك أقف ...... و بعجزى وقصورى وتقصيرى أعترف ؛
قائلاً حسبى ... نعم .. حسبى .... حسبى

حسبى فلست أفى ببعض صفاته لو أن لى عدد الورى أفواهـا

كم من لائم لامنى على ما يكون فى موالد السيد منى وكم من معترض على شدة حبى و معتقدى و وقوفى بباب شيخى وسيدى و سندى .
أيها المعترض و اللائم :-

لا تلمنى على الوقـوف ببـابت تمنى الأمـلاك فيـه وقوفـى
فهو باب مجرب ذو خـواص كـان منهـا إغاثـة الملهـوف
من يروم الفتـوح ممـا سـواه طرقت بابـه أكـف الحتـوف
أنـا منـه حيّـاً وميتـاً بـدنـياى و أخراى لست بالمصروف
فليلمنى من شـاء إنـى مـوال رافـل مـن ولائـه بشفـوف
فهو شيخى وقدوتـى ومـلاذى و أنا الخادم الضعيف المنوفـى

فاللهم إياك أسأل وبخير و أفضل أنبيائك إليك أتوسل أن تنفعنا بسره و سيرته وتوفقنا لدوام التمسك بمحبته و أن تعفو عن زلاتنا و تتجاوز عن هفواتنا و أن تنظر بعين عنايتك إلينا و آلنا و إخواننا ومحبينا ومن تبعنا .

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
وهذا كتاب السيد احمد البدوي رضي الله عنه للشيخ عبد الحليم محمود للتحميل من الرابط التالى
http://www.al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=005088.pdf

ليست هناك تعليقات:

أخبر صديقك: