الحزب الصغير لسيدى أحمد البدوي رضي الله عنه(*)
وَصَلّى اللّـهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ(١)، لَـوَوْا(٢) عَمَّا نـَوَوْا، فَعَمُـوا(٣) وَصَمُّـوا عَمَّا طَـوَوْا(٤). "رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَـرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ"(٥). "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلَمْ تَـرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بأصْحَابِ الْفِيلِ، أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فى تَضْلِيلٍ، وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ، تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِّنْ سِجِّيلٍ، فجعلَهُمْ كَعَصْفٍ مََّأْكُولٍ". اللّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ(٦)، اللّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ وَأَدْرَأُ بِكَ فى نُحُورِهِمْ(٧)، بِـكَ أُحَاوِلُ، وَبِـكَ أُقَاتِلُ. اللّهُمَّ وَاقيَـةً كَوَاقِيَـةِ الْوَلِيدِ(٨). بـ(كهيعص) كُفِيتُ، بـ(حم عسق) حُمِيتُ، "فَسَيَكْفِيكَهُمُ الله ُ وَهُـوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (ثلاثا)، وَهُـوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الوَكِيل، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، وَصَلى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ المُصْطَفَى الْكَرِيمِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) ومن فضائله أنه يحفظ الله تعالى قارئه من الأعداء الظاهرة والباطنة ومن سطوات أهل التصريف بالسلب وغيره ومن الحسد والسحر ومكايد الفساق بإذنه تعالى إذا قرئ بصحة اعتقاد بعد قراءة الفاتحة 100 مرة وكذلك الإخلاص.(١) الصلاة على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بعد البسملة من زيادة العارف بالله السيد محمد مجاهد الأحمدي -رضي الله عنه- يقول شيخ مشايخنا الإمام القاوقجي -قدس الله سره-: "إنما زيدت هذه الصيغة؛ لقول ابن شافع: إذا طلبت من الله شيئا فصل على محمد فى أول دعائك وآخره، فيكون مثالهما كمن دخل بين أسدين يحرسانه، فهل يتعرض له أحد؟ وأيضا فإن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- مقبولة، والله أكرم من أن يدع ما بينهما. قال شيخنا البهي -رضي الله عنه-: وهي التماس حسن".(٢) لوَوْا: بالتخفيف، وقد قُرئ (لوّوْا) بالتشديد، أي أعرضوا بوجوههم وتخلفوا عما قصدوا. والمعنى: صرف الله قلوبهم عن كل ضرر أرادوه فينا.(٣) عما نووا… : عما قصدوا فهم لا يبصرون.(٤) عما طووا: عما أخفوا فى ضمائرهم من الشر والأذى.(٥) هذه الآية الكريمة دعا بها سيدنا زكريا عليه السلام متضرعاً إلى الله أن يرزقه من يرث دعوته، وأن يتابعها ويتولى أمرها، ولقد أجاب الله تعالى دعاءه وقبل تضرعه، ووهبه يحى عليه السلام الذى ورث النبوة والعلم.(٦) اللهم اكفنيهم… : أى امنع عني الأعداء واكفني شرهم، وقد قال أبو نعيم فى المستخرج: كان -صلى الله عليه وآله وسلم- إذا خاف قوما قال: "اللّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ" ثلاثاً.(٧) روى أحمد وأبو داوود والحاكم والبيهقي عن أبي موسى الأشعري، أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كان إذا خاف قوماً قال: "اللهم إنا نجعلك فى نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم".(٨) اللهم واقية… : جملة مأخوذة من حديث شريف، و(الوليد) أى المولود كما فسره ابن عمر راوي الحديث، قال الزمخشرى: الوليد الصبي الصغير؛ لأنه لا يبصر المعاطب، وهو يتعرض لها ثم يحفظه الله تعالى، وفسر بعضهم الوليد بموسى -عليه السلام-؛ لقوله تعالى: "ألم نربك فينا وليدا"، وقال الشيخ البهي -رضي الله عنه-: أو أنه أراد الوقاية التى تقي الوليد فى بطن أمه، أي كما حفظت الجنين فى بطن أمه احفظني من كل ما يؤذيني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق