الخميس، 4 يونيو 2009

مخالطة العموم والركون إليهم والمعاملة معهم سموم قاتلة


مخالطة العموم والركون إليهم والمعاملة معهم سموم قاتلة
يقول الحق تبارك وتعالى

وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون (116) إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين (117) محاذاة إلى الوسط

قال بعض الصوفية : قلت لبعض الأبدال : كيف الطريق إلى التحقيق والوصول إلى الحق؟ قال : لا تنظر إلى الخلق ، فإن النظر إليهم ظلمة ، قلت : لا بد لي ، قال : لا تسمع كلامهم؛ فإن كلامهم قسوة ، قلت : لا بد لي ، قال : فلا تعاملهم ، فإن معاملتهم خسران وحسرة ووحشة ، قلت : أنا بين آظهرهم ، لا بد لي من معاملتهم ، قال : لا تسكن إليهم؛ فإن السكون إليهم هلكة ، قلت : هذا لعله يكون ، قال : يا هذا ، تنظر إلى اللاعبين ، وتسمع إلى كلام الجاهلين ، وتعامل البطالين ، وتسكن إلى الهلكى ، وتريد أن تجد حلاوة المعاملة في قلبك مع الله عز وجل!! هيهات ، هذا لا يكون أبدا . ه .
وفي الخبر المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أخوف ما أخاف على أمتي ضعف اليقين » وإنما يكون برؤية أهل الغفلة ومخالطة أرباب البطالة والقسوة ، وتربية اليقين وصحته إنما تكتسب بصحبة أهل اليقين واستماع كلامهم ، والتودد إليهم وخدمتهم . وفي بعض الأخبار : ( تعلموا اليقين بمجالسة أهل اليقين ) ، وفي رواية : « فإني أتعلمه » .
، والحاصل : أن الخير كله في صحبة العارفين الراسخين في عين اليقين . أو حق اليقين ، وما عداهم يجب اعتزالهم ، كيفما كانوا ، إلا بقصد الوعظ والتذكير ، ثم يغيب عنهم ، وإلى هذا أشار ابن الفارض رضي الله عنه بقوله :

تمسك بأذيال الهوى واخلع الحيا ... وخل سبيل الناسكين وإن جلوا
وبالله التوفيق .

ليست هناك تعليقات:

أخبر صديقك: