الافتراق المذموم
يقول الحق تبارك وتعالى
إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون (159)
الافتراق المذموم ، إنما هو في الأصول؛ كالتوحيد وسائر العقائد ، فقد افترقت المعتزلة وأهل السنة في مسائل منه ، فخرج من المعتزلة اثنان وسبعون فرقة ، وأهل السنة هي الفرقة الناجية ، وأما الاختلاف في الفروع فلا بأس به ، بل هو رحمة لقوله عليه الصلاة والسلام : « خلاف أمتي رحمة » ، كاختلاف القراء في الروايات ، واختلاف الصوفية في كيفية التربية ، فكل ذلك رحمة وتوسعه على الأمة المحمدية ، إذ كل من أخذ بمذهب منها فهو سالم ، ما لم يتبع الرخص . وقال بعضهم : ما دامت الصوفية بخير ما افترقوا ، فإذا اصطلحوا فلا خير فيهم . ومعنى ذلك : إنما هو في التناصح والإرشاد والنهي بعضهم لبعض عما لا يليق في طريق السير ، فإذا سكت بعضهم عن بعض؛ مداهنة وحياء فلا خير فيهم ، وأما قلوبهم فلا بد أن تكون متفقة متوددة ، لا بغض فيها ولا تحاسد ، وإلا لم يكونوا صوفية . والله تعالى أعلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق